
تم الاستعداد لحوار عالمي واسع، وذلك مع مشاركة الشبكة العالمية للاجئين في المنتدى الدولي للاجئين 2023 (GRF)، ابتداءً من 12 ديسمبر 2023، لدعم مُستقبل يحترم كل الأصوات التي تنادي بمكافحة تغير المناخ، حيث يعمل الجميع سوياً من أجل وضع المسار الصحيح لغد شامل ومستدام يضم جميع الأصوات بما فيها أصوات اللاجئين والمهاجرين.
قد تصبح الجملة السابقة صحيحة لو لم يتم استبعاد أعضاء قادة منظمات اللاجئين من جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا من حضور المنتدى لعدم حصولهم على تأشيرات السفر. فعلى سبيل المثال، حصل اثنان فقط من بين 25 من قادة المنظمات الفريقية على تأشيرات للسفر إلى جنيف بسويسرا. ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لغيرهم من منظمات اللاجئين، حيث أثر الأمر على فرصة إدارة الحوار العالمي حول التغيرات المناحية وغيرها من القضايا الهامة التي تؤثر في حياة اللاجئين. إن عدم تواجد هذه المنظمات يعنى انعدام الفرصة لعرض تجاربهم وقضاياهم التي من شأنها تشكيل الأفكار التي سيترتب عليها وضع المبادرات التي تؤثر فيهم.
ضياع الفرصة للتعرف على المبادرات التي يقودها اللاجئون.
إن غياب قادة اللاجئين عن المنتدى العالمي للاجئين يُعتبر فرصة ضائعة يتعرف فيها العالم على أعمال اللاجئين في مجال المناخ في بلدانهم وبيئاتهم المختلفة. فبينما يواجه اللاجئون واقعاً حياً في مجتمعاتهم فإنهم يستمرون في انتظار عملية الإنقاذ. قاموا بإيجاد الحلول مثل الأفران الحافظة للطاقة، وأنظمة الطهي بالغاز الطبيعي، والطاقة الشمسية، والزراعة، وغيرها من أنظمة التكيف مع البيئة.
تُعتبر المبادرات التي يديرها اللاجئون في طليعة التصميمات المبتكرة ذات التأثير الفعال، وهي محلية الصنع، تنساب متطلبات الحياة، وقد تنجح هذه الحلول والمبادرات إذا ما تم توفير الدعم لها، مما سيعمل على تحسين ظروفهم المعيشية الاجتماعية والاقتصادية. ومن جهة أخرى، فإن الحلول التي يفرضها من لم يمروا بتجارب اللاجئين، ليس لديها نفس فرصة النجاح حيث أنها لا تعبر عن فكر اللاجئين ومعاناتهم.
وعندها سنتعجب حين تفشل مثل هذه المبادرات على الرغم من الاستثمار الكبير فيها.
ضياع فرصة التمويل بسبب عدم حضور قادة اللاجئين إلى المنتدى العالمي للاجئين
حدد المنتدى العالمي للاجئين بعض الأهداف وهي إيجاد حلول مستدامة لمجتمعات اللاجئين، مثل دعم الاعتماد على الذات، ودعم القدرة على الابتكار وعرض أفضل الممارسات في مواجهة التحديات، وتيسير الشراكات بينهم، بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، والتعاون والتنسيق في التصدي لأزمة اللاجئين، مما سيعمل على الحصول على الموارد للتصدي للتحديات التي يواجهها اللاجئون. فعلى سبيل المثال، عزمت شبكة اللاجئين في أوغندا على زراعة 7 ونصف مليون شجرة من أجل إعادة التشجير والحفاظ على المناخ في أوغندا. ولكن كيف سيتحقق مثل هذا الإنجاز إذا لم يتم بناء الشراكات مع الجهات المانحة للتمويل والمنظمات وأصحاب النوايا الحسنة وهم من الحضور في المنتدى العالمي للاجئين؟ لذلك، فإن عدم وجود قادة اللاجئين في المنتدى يعني ضياع الفرصة لتسليط الضوء على مبادراتهم والترويج للدعم السياسي والاقتصادي والمادي من أجل الاستفادة من قدراتهم. وبالتالي، فإن عدم وجود أصوات اللاجئين من الجنوب يُشكل نقصاً في مصداقية وتمثيل المنتدى العالمي للاجئين وما إذا كان يهدف إلى تقديم حلول مستدامة لقضايا اللاجئين، حيث أنه لا يمكن صياغة الحلول المستدامة من قبل أشخاص لم يمروا بتجربة اللجوء.
نتطلع إلى مستقبل شامل يضم اللاجئين من جنوب صحراء إفريقيا
إن غياب قادة منظمات اللاجئين بالجنوب الافريقي العالمي عن المنتدى العالمي للاجئين 2023 يثير مخاوف شديدة حول شمولية وفعالية المبادرات العالمية التي تتناول تحديات تغير المناخ واللاجئين. بينما تهدف شبكة اللاجئين بإدارة اللاجئين والمنتدى العالمي للاجئين إلى تسهيل حوار عالمي من أجل مستقبل مستدام وشامل، فإن الحقيقة المرة هي أن العديد من الأصوات من جنوب صحراء إفريقيا – وهي تمثل بعض المناطق الأكثر تضررًا – لم يتواجدوا عبر هذه المنصة الحوارية الحيوية.
إن فرض قيود تأشيرات السفر لم يثمر فقط عن حرمان قادة المنظمات الأفريقية بإدارة اللاجئين من فرصة المساهمة في حوارات التغير المناخي، ولكنه أيضًا عرقل فرصة عرض مبادراتهم النابعة من تجاربهم الشخصية، التي توفر حلولاً عملية ذات صلة بالتحديات التي يواجهونها في ظل التغير المناخي. وقد أدى عدم تمثيل هؤلاء القادة إلى افتقار المنتدى لاتخاذ القرارات مع التفهم الحقيقي لواقع اللاجئين.
لذلك يتوجب علينا في المستقبل معالجة الحواجز الهيكلية التي تعيق مشاركة قادة اللاجئين من المناطق المهمشة في مثل هذه المنتديات والمؤتمرات. إن الشمولية الحقيقية تتطلب المشاركة الفعّالة للمتأثرين بالقضايا المطروحة للنقاش. فمن خلال دعم أصوات اللاجئين، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، يمكننا تحقيق حلول فاعلة للتحديات التي يفرضها تغير المناخ والتهجر. ويكمن االحل ليس فقط في تمثيل اللاجئن، ولكن أيضاً في ضمان وضع الاستراتيجيات المبتكرة من خلال واقع تجارب اللاجئين. إن مصداقية ونجاح المبادرات العالمية يعتمد على الالتزام بسماع أصوات الجميع وذلك من أجل مستقبل أكثر استدامة وشمولية للاجئين حول العالم.