منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

16 فبراير 2023

أسفر الزلزال الذي ضرب كل من تركيا وسوريا، وبلغت قوته 7.8 درجة، بالإضافة إلى الهزات الارتدادية، عن مقبل أكثر من 40 ألف نسمة، وإصابة عشرات الآلاف. كما ترك عدداَ أكبر بلا مأوى. وحيث أنني قد أقمت لعدة سنوات في مدينة غازي عنتاب، أشعر بشدة لفقدان الأرواح ودمار المساكن في مكان اعتبره مثل منزلي. وإنني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة ن زملائي في GRN))، ننعى الأرواح التي فقدت في هذه الكارثة.

وتعتبر مدينة غازي عنتاب موطناً للعديد من اللاجئين السوريين المنضمين إلى (GRN) والذي يبلغ عددهم حوالي 4 ملايين نسمة. كما تستضيف العديد من المحافظات التركية التي تعرضت للزلزال اللاجئين، الذين عانى الكثير منهم من التهجر لفترات طويلة بسبب النزاعات الدائرة في سوريا على مدى عقد من الزمان.

وقد تسبب الزلزال في حدوث أزمات عدة، حيث تم تم الإبلاغ عن مقتل ما يزيد عن 4000 شخص، وقد قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بتقدير مبدئي باحتياج حوالي 5.3 مليون شخص إلى المساعدات. وكذلك تواجه الوكالات المختصة صعوبات عدة في الاستجابة للأزمة. فبسبب الصراعات المستمرة في سوريا، تأثرت البنية التحتية، ووصلت نسبة عمل المناطق الطبية إلى 40% فقط ووصل عدد المحتاجين إلى إيواء إلى حوالي مليوني شخص. ومع حدوث الزلزال، انقطعت سبل الحصول على الوقود في العديد من المناطق. كما تأثرت المناطق الواقعة في شمال غرب سوريا بسبب عدم وصول المساعدات الإنسانية والإغاثة حيث يضطر عمال الإنقاذ إلى التوقف عن العمل بسبب انعدام الأمن. وهو ما يعني تعرض الآلاف من السكان، بما في ذلك الأطفال وكبار السن، إلى شدة البرودة في الشتاء القارص بلا مأوى أو كهرباء أو وقود ومياه نظيفة وغيرها من المساعدات الصحية والطبية.

ومع تفاقم الوضع بعد الزلزال يحتاج سكان كل من تركيا وسوريا إلى سرعة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وكذلك جهود إعادة التعمير على مدى الشهور القادمة.

أهم احتياجات السكان المتضررين:

• الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه النظيفة والسلع الإغاثية الأساسية، المساعدة الخاصة بفصل الشتاء (مثل الملابس الشتوية) والأدوية واحتياجات النظافة والصرف الصحي.
• الإيواء – نظراً لبرودة الطقس، يضطر السكان إلى الاختباء في أماكن معرضة للانهيار، كما تُعتبر عملية الإيواء هامة خاصة بالنسبة للنساء والأطفال الذين هم عرضة للإساءة والاستغلال. وتشمل هذه العملية توفير إسكان مؤقت لمدة ثلاثة أشهر للعائلات الكائنة في المناطق والمدن القريبة، مثل حلب وإدلب واللاذقية وغازي عنتاب
• خدمات الصحة النسائية – وهي تتضمن أدوات النظافة، وأطقم الولادة للأمهات والأطفال، والخدمات الصحية.
• الدعم النفسي والاجتماعي – وهو ما يحتاج بشكل خاص الأطفال الذين يعانون من صدمات عنيفة.
• الدعم القانوني – وذلك لمساعدة الأشخاص النازحين داخليًا والذين لا يملكون وثائق هوية
• إعادة بناء المجتمع وتوفير فرص العمل على المدى الطويل خاصة بالنسبة للاجئين الذين يواجهون بالفعل تحديات في إعادة توطينهم في مجتمعات جديدة.

هذا بالإضافة إلى توفير المساعدات الإغاثية إلى المجتمعات الأكثر عرضة للخطر، مثل تلك التي تعاني من الأمراض والنساء والأطفال.

وقد كانت المنظمات المحلية ووكالات المساعدات والمبادرات التي يديرها اللاجئون هي أول من استجاب للمشكلة. كما لعب هذه المنظمات دوراً هاماً في تيسير جهود الإغاثة داخل منطقة النزاع في سوريا لما تسببه السياسات المختلفة في تعطل الوصول إلى المساعدات. لذلك نرجو من الجميع المساعدة في أعمال التبرع لهذه المجتمعات المتضررة وذلك لسد الفجوات التمويلية ودعم الجهود المحلية، وقد قامت جمعية Asylum Access  ومبادرة تمويل قيادة اللاجئين (RRLI)  بتحديد هذه المبادرات والجمعيات: